2025-07-07 09:26:35
المنافسة بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي ونادي الزمالك، هي واحدة من أشرس المنافسات في عالم كرة القدم ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضًا على المستوى العربي والقاري. هذه المنافسة التي تمتد لأكثر من قرن من الزمن، تظل محط أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في مصر والعالم العربي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا: متى ستتوقف هذه المنافسة؟ وهل من الممكن أن تتحول إلى منافسة رياضية صحية بعيدًا عن التوترات والمشاحنات؟
تاريخ المنافسة بين الأهلي والزمالك
تعود جذور المنافسة بين الناديين إلى عام 1911، عندما تأسس نادي الزمالك تحت مسمى “نادي قصر النيل”، ليكون منافسًا قويًا للنادي الأهلي الذي تأسس قبل ذلك بتسع سنوات. ومنذ ذلك الحين، تحولت المباريات بين الفريقين إلى معارك كروية ساخنة، لا تقتصر فقط على أرض الملعب بل تمتد إلى المدرجات والشارع الرياضي.
لطالما مثل النادي الأهلي رمزًا للطبقة الأرستقراطية والبيروقراطية المصرية، بينما ارتبط الزمالك بالطبقة المتوسطة والجماهير الشعبية. هذا الاختلاف الاجتماعي أضاف بُعدًا آخر للمنافسة، جعلها أكثر تعقيدًا وتشابكًا.
المنافسة على المستوى الكروي
على المستوى الكروي، يتفوق الأهلي في عدد البطولات المحلية والقارية، حيث يُعد النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات في أفريقيا. أما الزمالك، فلديه سجل حافل أيضًا، وإن كان أقل من الأهلي، لكنه يظل منافسًا شرسًا في كل المواجهات.
المباريات بين الفريقين دائمًا ما تكون مليئة بالتشويق والإثارة، حيث لا توجد مباراة سهلة بينهما. الجماهير تنتظر هذه المواجهات بفارغ الصبر، والإعلام يضخم الحدث لأسابيع قبل إقامته.
التوترات والمشاكل المصاحبة
لكن المنافسة بين الأهلي والزمالك لم تخلُ من التوترات والمشاكل. فكثيرًا ما شهدت المدرجات أعمال شغب، ووصل الأمر أحيانًا إلى تعليق الدوري بسبب أحداث العنف. هذه التوترات أثرت سلبًا على صورة الكرة المصرية، وأدت إلى تدخل الأمن بشكل كبير في تنظيم المباريات.
هل يمكن أن تتحول المنافسة إلى منافسة صحية؟
السؤال الأهم هو: هل يمكن تحويل هذه المنافسة إلى منافسة رياضية صحية؟ الإجابة نعم، لكنها تتطلب جهودًا من جميع الأطراف. الإعلام يجب أن يلعب دورًا إيجابيًا في تخفيف حدة التوتر، وإدارة الناديين يجب أن تتعاون لضبط الجماهير. كما أن اللاعبين أنفسهم يمكن أن يكونوا قدوة في الاحترام المتبادل.
ختامًا، المنافسة بين الأهلي والزمالك هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الكرة المصرية، لكن الأمل يظل موجودًا في أن تتحول إلى منافسة تعتمد على الروح الرياضية بعيدًا عن العنف والتوتر. فالكرة القدم هي رياضة متعة وشغف، ويجب أن تظل كذلك.
