2025-09-22 05:59:15
يخطو المدرب الهولندي آرنه سلوت نحو تحدٍ جديد في مسيرته التدريبية بعد تعيينه رسميًا مدربًا لفريق ليفربول الإنجليزي، ليحمل على عاتقه مسؤولية قيادة أحد أعظم الأندية الإنجليزية في مرحلة جديدة بعد نجاحات كبيرة حققها مع فينورد الهولندي.
يُعرف سلوت، الذي كان مهاجمًا بارعًا في أيامه كلاعب، بأسلوبه الفني المميز وقدرته على صناعة الفرص بلمسات ساحرة. لدرجة أن إحدى حركاته التمريرية ما زالت تحمل اسمه حتى اليوم في ناديه السابق بيك تسفوله. “تمريرة آرنه سلوت” التي تتضمن لمسة خلفية حادة تخلط أوراق الدفاعات وتحرر الجناح للانطلاق بالكرة، تعكس رؤيته الذكية للعبة.
لكن مسيرة سلوت لم تكن دائمًا مفروشة بالورود. في بداياته، وصفه الكثيرون باللاعب “الكسول” و”البارد”، إلا أن مدربه السابق يان إيفيرس أكد أن هذه الصورة النمطية كانت خاطئة تمامًا. اليوم، تحولت تلك السمعة إلى قصة نجاح ملهمة، حيث اشتهر سلوت كمدرب مجتهد يصل إلى معسكر الفريق قبل الفجر ويدرس منافسيه بشغف نادر.
أسلوب سلوت القائم على الضغط العالي والهجوم المنظم جعل الصحافة البريطانية تطلق عليه لقب “غوارديولا الهولندي”، خاصةً بعد إشارته المتكررة لإعجابه بمدرب مانشستر سيتي. لكن سلوت لم يكتفِ بالتقليد، بل طور فلسفته الخاصة القائمة على اللياقة البدنية والعمل الجماعي. تحت قيادته، أصبح فينورد فريقًا لا يعرف اليأس، يسجل أهدافًا متأخرة ويعتمد على الجري بنسبة تزيد 20-30% عن المنافس.
قبل انضمامه إلى ليفربول، كان سلوت على موعد مع مفترق طرق مهم. في 2023، كان توتنهام هوترام على وشك التعاقد معه، لكن المدرب الهولندي فضل البقاء في فينورد للعب بدوري أبطال أوروبا. هذا القرار يعكس أولوياته الواضحة: التحدي الرياضي فوق الإغراءات المادية.
الآن، يواجه سلوت اختباره الأكبر: منافسة غوارديولا نفسه على لقب البريميرليغ. إذا استطاع نقل فلسفته التي نجحت في هولندا إلى أنفيلد، فقد يصبح “غوارديولا ليفربول” بدلاً من “غوارديولا الهولندي”. المشجعون يتوقعون حقبة جديدة من الكرة الهولندية المفعمة بالطاقة والذكاء، وقد يكون سلوت هو الرجل المناسب لكتابة فصل جديد في تاريخ الريدز.
